عاصفة الحزم ......واليمن السعيد ....بقلم غسان العمودي

. . ليست هناك تعليقات:
نبأ عدن- خاص 

عاصفة الحزم ... واليمن السعيد


حتى وأن تداعت على اليمن كل الاعداء فانه سيبقى سعيدا مثله مثل العراق وسوريا، القذائف والصواريخ وغارت الطائرات وقصف البوارج وخبث الخلايا النائمة وفرق المخابرات  والبطولات الزائفة والقيادات الزاحفة والتهليل للخراب والتدمير والجهاد هنا وهناك والتمويل والدعم وشراء الذمم والضمائر ووالخ ، كلها أصبحت على ارض اليمن السعيد وعلى رأس شعب التهديد والوعيد الذي طالما كان سلما لمن اراد أستخدامه للوصول الى اهدافه ومآربه، فالكل يستميت على تنفيذ مخططات اعداء الوطن والهوية والتاريخ، الجميع يتسابق على ارضاء تجار الحروب والفتنة، الاغلبية تعمل على هدم وتحطيم كل شي له علاقة بارثه التاريخي والوطني العميق، فعاد اليمن كدولة عقود من الزمن، وعاد الشعب اليمني قرونا الى الوراء... ولكم أن تسألوا أنفسكم، ماذا لو قلنا لا للمخلوع عفاش ؟ لا للحوثي ؟ لا لعبدربه ؟

أن التعدي على التاريخ والهوية والتطاول على الوطن بدأ عندما تنازل الثوار عن اهداف ثورتهم، وانبطح الشماليون امام سيد شمال شمالهم، وارتمى الجنوبيين بأحضان من سلبهم شرعيتهم، وبالتالي كان لعاصفة الحزم أن تجد المبررات التي صنعها قادتها ابتداء من المبادرة الخليجية التي دعت ضمنا كل اليمنيين شمالا وجنوبا للحضور في قاعة اليمن السعيد التي تمتلك المملكة ملك مالكيها بالقوة التي باتت صاحبة الكلمة الفاصلة في تحديد مستقبل الضيوف المدعوين في قاعة اليمن السعيد الذين باتوا مجبرين على الانصياع لأوامر من يستضيفهم في بيوتهم لا في بيته.

أعتقد أن عاصفة الحزم ستسارع الى تكثيف قصفها خلال الأيام القليلة القادمة لتدمير أكبر قدر ممكن من الممتلكات والمؤسسات العسكرية والحكومية قبل تنفيذ المبادرة الجزائرية العمانية التي باتت مقبولة ضمنا لدى القوى الدولية والإقليمية وحتى المحلية رغم ان موافقتها ورفضها مجرد تحصيل حاصل لانهم كما اسلفنا ... ضيوف في قاعة اليمن السعيد! الا أبناء الجنوب الذين رفضوا تلبية الدعوة لكون الرئيس الشرعي عبدربه هو من يمثلهم في نظر أصحاب القاعة ريثما يجد الجنوبيون من يمثلهم في حال فتحت امامهم قاعات كبرى أقليميا ودوليا، وهذا ليس جوهر حديثنا لان معظم من يجب ان نخاطبهم اليوم يتواجدون في قاعة اليمن السعيد..للأسف الشديد.

أن تعويل الجنوبيون على هادي وعاصفة الحزم لن يزيدهم الا غرقا في مستنقع الوحدة المشؤومة رغم أنه مقبولا الى حد ما نتيجة الظروف الراهنة ورغم أن عاصفة الحزم أضعفت من قدرات الاعداء الذين عصفوا بالمملكة قبل عاصفة الحزم وسيبقون كذلك، وبكل تأكيد فأن صمت الشماليون على جرائم واستبداد المخلوع وشريكه الحوثي سيجعلهم يسبحون في وحل الذل والعبودية والتخلف والطائفية، من هنا نستطيع أن نقول بأن عاصفة الحزم لن تحرر الجنوب من الغزاة...ولن تحرر الشماليون ممن استعبدهم! فهل نستطيع أن نتسابق فيما بيننا على نيل الحرية مع الاحتفاظ على وشائك الاخوة والروابط الاجتماعية ؟ فهل يستطيع الشماليون أن يتحلوا بالانسانية والحكمة ليتفهموا موقف الجنوبيون الثابت واصرارهم على استعادة الدولة قبل عاصفة الحزم التي لم تكن واقعا الا دفاعا عن أمن ومصالح من يقودها؟ ألم يحن الوقت لنرى اخوتنا الشماليون ينسحبون من الجنوب ورؤسهم مرفوعة بدلا من خروجهم جثث متفحمة بينما ينعم ناهبوا الجنوب بكل أشكال الترف؟

علينا أن نقسوا على أنفسنا في سماع الحقيقة وأن نقسوا أكثر للاعتراف بالفشل ، اناشدكم بالله من أجل تجنب المزيد من اراقة الدماء والتفاخر بقتل بعضنا والتباهي في تدمير هويتنا وتاريخنا على من هم أصغر أن يكونوا أسيادا علينا في الداخل والخارج.. دعونا نردد بكل شجاعة : العودة عقدين الى الوراء ونحن أحرارا ....خير من أن نمضي الى الامام ونحن عبيدا.


بقلم / غسان محسن العمودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

✏️التعليقات تمثل رأي اصحابها ولا تمثل رأي وكالة نبأ عدن الإخبارية 📰

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي

لارسال الاخبار والمقالات لنشرها في موقعنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

تابعنا على الفيس بك

الأرشيف

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة