من لا يَحترِم دماء الشُهداء لايُحترَم بقلم المستشار غسان العمودي

. . ليست هناك تعليقات:
نبأ عدن -خاص 

من لا يَحترِم دماء الشُهداء لايُحترَم

بدون استخدام عبارات وكلمات المجاملة وسياسة جس النبض وأسلوب تلميع مالايجب تلميعه، بدون تنمية القواسم المشتركة وتجاهل الاختلافات بعد أن وصلنا الى ها الوضع المزري،بدون الوقوف في وسط طريق الفرقاء ، من غير حيادية ودبلوماسية ومراوقة، سأكتب هذا المقال لوجه الله ووفاء لدماء الشهداء وأخلاصا للجنوب أرضا وانسانا ضاربا بعرض الحائط كل التوجهات والانتماءات الحزبية والقبلية والمناطقية، رافعا شعار : من لا يَحترِم دماء الشُهداء لايُحترَم.

على الجميع ان يعلم أن شعب الجنوب ليس اضحوكة أو سلما يتسلق عليه أصحاب المشاريع الغير وطنية، وعلى الجميع دون استثناء أن يعلموا أنهم تعهداوا للوطن والشهداء بالعمل المخلص والتضحية حتى التحرير والاستقلال، على هادي أن يعلم أنه موظف لشعب الجنوب الذي حماه من شر الحوثي وعفاش الذين اسروه وذلوه، على جلال هادي ان يعلم بأن شعب الجنوب لن يسمح بأحمد عفاش جديد ، على من هم في الرياض أن يعرفوا حجمهم الذي لا يقارن بمن صمدوا في ساحات وميادين العزة والكرامة، على الذين كانوا أذنابا لعفاش أن يعلموا بأن الجنوب أرضا وانسانا لايقبلهم ولن يسمح لعودتهم للسطة، على كل كاتب وشاعر واعلامي أن يكون رجلا نزيها شريفا شجاعا لايخاف في الله والوطن لومة لائم، على المغتربون أن يعلموا بأنهم جنود مؤتمنون على توصيل رسالة شهداء الجنوب والعمل على تحقيقها، على كل جنوبي مقاوم في ساحات وميادين المواجهة أن يعلموا بأنهم مسؤولون على تحقيق مطالب الشعب الذي  منحهم كل الحق في تقرير مصيره وأوكل اليهم مهمة الدفاع عن الجنوب وحماية ثرواته ومكاسبه، وأن يدركوا جيدا أن تسليم الجنوب لمن كان سببا في احتلاله ونهب ثرواته وقتل أبناءه سيكون وصمت عار عليكم يارجال المقاومة وسيلعنكم التاريخ لانكم بذلك تشرعنون من لا شرعية له شرعا وقانونا ووطنيا واخلاقيا، من لا يَحترِم دماء الشُهداء لايُحترَم.

لا شرعية لمن لايحترم تضحيات شعب الجنوب، لا أهلية لمن خالف نهج التحرر والاستقلال، لا تصالح لا تسامح مع من يكرر أخطاء الماضي المبنية على المناطقية المقززة والقبلية المتخلفة، لا تصالح لا تسامح مع من يتاجر بدماء الشهداء وجهود المقاومة، لا تصالح لا تسامح مع يرى بحزب المؤتمر والاصلاح شركاء في اعادة الاعمار وبسط الامن في الجنوب ، لا تصالح لا تسامح مع عملاء عفاش والحوثي، لا تصالح لا تسامح مع من يطمح بمنصب أو بأرض أو وظيفة وهو ممن كانوا محسوبين على نظام عفاش الذي أحتل ودمر الجنوب وقتل وعذب ونكل بأبناء الجنوب، لا تصالح ولا تسامح مع من يعيد النعرات المناطقية والقبلية ، لا تصالح لا تسامح مع من لا يؤمن بحدود 1990، لا تصالح ولا تسامح مع من يريد افشال وثيقة التصالح والتسامح بين أبناء الجنوب،  من لا يَحترِم دماء الشُهداء لايُحترَم.

أعتقد أن الحرب لاتزال قائمة في الجنوب كما هو الحال في الشمال، وهذا أمر قد يكون له دواعي ذات بعد استراتيجي لمستقبل القضية الجنوبية التي خسرت خيرة رجالها التواقون لشرعية الانسانية ونيل الحرية والكرامة دون سواها، ولنا أن نتوجس خيرا وشرا طالما وأن الحرب ستطول في الشمال طالما ومعظم أبناء الشمال ينظرون الى دول التحالف بأنهم غزاة معتدين بينما ينظرون الى إيران بأنها دولة تدعم السلام والاسلام وراعية لحقوقهم وضامنة لمستقبلهم! الشماليون صباحا مع ملك الذهب ومساء مع ملك المذهب !!! وهذا ماهو حاصل ولكم أن تقروأ تاريخهم وحاضرهم وهذا ليس بالغريب عليهم، ولكن الغريب أن المقاومة الجنوبية التي استطاعت دحر مليشيات الحوثي الارهابية وجماعة المخلوع الغازية التي تملك العتاد والمال لم تستطع حتى اللحظة أن تطرد عملائهم في الجنوب، لم أجد تفسيرا مقنعا يجعل من المقاومة الجنوبية التي تطالب بالحرية والاستقلال أن تسيطر على مركز شرطة أو ميناء او مطار او أن تدير محافظة او مديرية! لم أجد مبرر وطني واخلاقي يجعل من المقاومة التي تتبجح بانها قادرة على إدارة دولة لم تستطع تشكيل مجلس عسكري يدير الجنوب كما لو كانت دولة مستقلة حتى تقنع العالم الذي كان على وشك ان يتعامل معهم من منظور التعامل بالامر الواقع! لم نجد سببا يجعل من كوادر وقادة المقاومة الجنوبية تسلم أمر الجنوب وثروته لعناصر الإصلاح والمؤتمر من جديد بينما نجد هؤلاء القادة يتحاربون فيما بينهم على تسميات وهمية ويتسابقون على المنصات والميكرفونات منذو 2006 ،  من لا يَحترِم دماء الشُهداء لايُحترَم.

علينا أن نعيد النظر في تعاملنا خصوصا ونحن اقتربنا كثيرا من الأمتار الأخيرة من السباق الذي يجب أن ينتهي بدولة مستقلة لاتقبل غير ذلك، فأن كان المتسابقون على المصالح قد باعوا شهدائهم فليعلم هؤلاء أن الحرب قد تبدأ من جديد لتنظيف الجنوب من المرتزقة الخونة العملاء، من أراد ان يكون عبدا للمخلوع وأبنه فليعمل على توريث الحكم والمناصب في الجنوب، من أراد أن تذهب دماء الشهداء هبا منثورا فعليه ان يصفق لمن لبسوا ثوب المقاومة الجنوبية لأشهر بعد أن لبسوا ثوب الاحتلال للجنوب لعقود، من أراد أن يبقى رهن اشارة الحكم الزيدي المتخلف الرجعي الفاسد العنصري فعليه أن يصمت عندما يتحدث محافظ اصلاحي وقائد مؤتمري ووزير شمالي وأن يحارب الكفاءات الجنوبية،  من أراد أن ينعم بالحرية والأمن والاستقرار والعدل والمساواة والنمو والتطور واللحاق بركب التطور الأقليمي والعالمي فعليه أن يرى بأن الشهداء أخوته وأن الجنوب قبيلته وأن يردد شعار: من لا يَحترِم دماء الشُهداء لايُحترَم.

المستشار / غسان محسن العمودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

✏️التعليقات تمثل رأي اصحابها ولا تمثل رأي وكالة نبأ عدن الإخبارية 📰

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي

لارسال الاخبار والمقالات لنشرها في موقعنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

تابعنا على الفيس بك

الأرشيف

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة