مثلث السلام في مواجهة مثلث الارهاب
لست ممن يردد كلمات ومقولات قوى الاستعمار وأذنابه، ولست مؤمنا بأن من يرعب الغزاة محصورين في منطقة او قبيلة، ولن أكون كذلك طالما وانا جنوبي الهوى والهوية، وحتى لا نخوض في سرد المعطيات والمؤشرات التي نملكها لدحض كل تلك السموم الاعلامية التي طالت رجال يافع والضالع وردفان البواسل والضامن الحقيقي للهوية الوطنية، فانني هنا أجد نفسي مجبرا على توضيح المتغيرات التي ادمن الغرباء على استخدامها لأغراضه السياسية والعسكرية ولوقت محدد ! فمنذو أن توحدت وبدأت قوى المثلث الارهابي المتمثلة بجماعة الحوثي والقاعدة وعناصر عفاش بالهجوم على الأمن والسكينة العامة لليمن والاعتداء على كرامة وقدسية المواطن اليمني ، أدركت أن جرائم مثلث الارهاب لن تتوقف الا بتكاتف وتوحد مثلث الرعب الوطني ، مثلث الرعب الداعم للامن والاستقرار، مثلث الرعب المنادي للحرية والاستقلال، مثلث الرعب الايجابي الذي طالما انتظرناه طويلا لكي يكبح جماح الشر النابع من مران وسنحان ومطابخ الاجهزة التابعه لهم المعنية بنفريخ الارهاب والطائفية والمناطقية البغيضة، فكان للعزة والشموخ والكرامة والرجولة أن تنفض غبار مثلث الرعب العادل ، فتوحدت قوى الحراك الجنوبي الباسلة مع اللجان الشعبية الجنوبية لتعمل الى جانب اخوتهم في قوات الجيش والأمن، الأمر الذي جعل مثلث الرعب صاحب الكلمة العليا والقرار النهائي في الدفاع المشروع والاجباري عن الوطن والشعب والمنجزات والمقدسات والهوية الوطنية للجنوب العربي الأغر.
ان الوقت العصيب الذي يمر به شعبنا المقاوم يجعلنا قاب قوسين أو أدنى من رفع شعار: نكون أو لا نكون، فاما أن نكون مرعبين لاعداء الله والحق والسلام، وأما ان نكون وقودا لنيرانهم التي لاتبقي ولا تذر شيئا جميلا للحياة والانسانية، فرغم محاولتنا تجنيب البلاد ويلات الحروب ونبذنا الدائم للفتنة الطائفية ووقوفنا ضد النعرات المناطقية والقبلية الا اننا وبكل صراحة وجدنا أنفسنا نستخدم وسائل وطرق لاتجدي نفعا مع الثلاثي الارهابي الذي لا يعرف غير لغة الحرب والقتل والتفجير والاغتيالات المنظمة، فما كان منا الا ان نواجه ونحشد طاقاتنا المالية والاعلامية والعسكرية والسياسية والدينية والثقافية لمواجهة الغزاة من باب : مجبر أخاك لا بطل.
نعم... سيذكرنا التاريخ الجنوبي واليمني والعربي والاسلامي والعالمي في صفحاته البيضاء التي تحمل اسماء شعوب وأبطال دافعت عن حريتها وكرامتها وانسانيتها، فقد أصبح العالم اليوم مؤمنا بأننا أصحاب حق، كيف لا ونحن أصحاب قضية وهوية نناظل من أجل استعادتها، كيف لا ونحن أصحاب شرعية نقف ضد المتمردين، كيف لا ونحن قدوة التعايش السلمي والمدنية الحضارية نحارب الجماعات الارهابية والطائفية، كيف لا ونحن أصحاب الارض الذين هجروا وشردوا واعتقلوا وسحلوا وتعذبوا من قوى الظلام المتمثلة بمثلث الارهاب، ولنا أن نعلن للعالم الذي لا تثق به الى حد ما اننا جزء من الامن والسلم الدوليين، وان هزيمتنا ستكون لعنة على دول أقليمية ودولية، فمن أراد الوقوف معنا فعليه ان يعي ويدرك أن بذلك الموقف كان قد وفر على نفسه الكثير في كل الجوانب والمجالات! فليس من مصلحة نظام عربي او عالمي ان يرى عشرات التفجيرات والعمليات الانتحارية التي ستطال المنشأت و الآمنين من شعوبهم، وليس من مصلحة أحد أن تكون ممراتنا المائية الاستراتيجية وثرواتنا الطائلة بيد الثلاثي الارهابي لتنفيذ مخططاتهم الشيطانية، هكذا هي نتيجة هزيمتنا، وهكذه ثمرة مواقفكم السلبية اذا ما استمر التلاعب في الثوابت الانسانية على الخارطة الجيوسياسى الجنوبية.
على جميع أبناء الجنوب الالتفاف خلف كل قائد وطني من أجل الوطن، الجميع ملزم بالذهاب لجبهات المواجهة دفاعا عن الارض والعرض والدين والانسانية، ليس امامنا خيارا آخر للتعامل مع الهمجية التي يمارسها علينا المثلث الارهابي الا المواجهة بكل ما اؤتينا من قوة لدحر الغزاة واذنابهم ، نحن في المهجر وقلوبنا وارواحنا مع اخواننا المقاومين في داخل الوطن ، فنحن ملزمون بجمع التبرعات وتقديم الدعم المالي لاخواننا في جبهات القتال وساحات المواجهة، فلن يبقى في البيوت الا النساء، ولن يبخل مغترب بتقديم المال الا رواد المقاهي والمراقص، لن يتوقف قلم الكتاب والاعلاميين الا قلم النفاق المتجرد من الوطنية والنخوة والرجولة، لن يصمت شعراء ومثقفي واكاديميي الوطن الا اولئك الذين يعشقون المال ويسعون لكسب مصال شخصية على حساب الوطن، لن يعتكف عسكري في منزله الا الذين كانوا مجرد رقم عسكري ليس الا في سجلات الشرف والبطولة، علينا ان ننظم جميعا لمثلث السلام الذي سيرعب مثلث الارهاب واذنابه ... والله ولي والمتقين.
بقلم / غسان محسن العمودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
✏️التعليقات تمثل رأي اصحابها ولا تمثل رأي وكالة نبأ عدن الإخبارية 📰