جيش الكبسة ....ومعكرونة ايران ....بقلم غسان العمودي

. . ليست هناك تعليقات:
نبأ عدن - خاص 


جيش الكبسة ... ومعكرونة ايران


زادت حدة التوتر السياسي والعسكري والاعلامي بين جماعة الحوثي_الرئيس المخلوع_تنظيم القاعدة من جهة والجيش الوطني والحراك الجنوبي واللجان الشعبية من جهة أخرى، وهو ناتج طبيعي نظرا للخلافات السياسية والوطنية والعقائدية، التي لازمتنا لمئات السنين ولكن دون الارتماء في أحضان من هم غير منا! فالحكماء اورثوا حكماء، والمخلصون والمناظلين والمفكرين خلقوا لنا أرضية خصبة للابداع الوطني وتركوا لنا نهج مستقيم يقوم على التعايش السلمي وقبول الآخر، فحتى وأن عصغت بناء رياح التغيير والأفكار الدخيلة والثقافات الغير حميدة الا اننا وبشهادة الجميع لازلنا الأكثر تمسكا وحرصا على الثوابت الدينية والوطنية التي لا تتعارض والمصالح الاستراتيجية لبني البشر في مشارق الأرض ومغاربها،  ولكننا هنا نتسائل: كيف ولماذا ومتى تم بيع اليمن لغير أهله ؟

قد يكون تجنبنا لذكر كثير من الأحداث التي كادت ان تودي بحياة تاريخ وحضارة وشعب في جزيرة العرب ريثما تسنح لنا الفرصة في سردها بالتزامن مع ماتقتضيه مصالح الدولة العميقة التي ينتسب لها العرق العربي، وبشكل مباشر نقول أن التدخل الخارجي مرفوضا جملة وتفصيلا في نظر الرجال الشرفاء الغيورين على تراب أرضهم وسيادة وطنهم، فرغم المعادلة الصعبة التي ادخلتنا في خضم تسابق النفوذ الأقليمي الذي قد لايخلق بالضرورة توازن استراتيجي طالما وأن من اوصلتهم الأقدار ليكونوا أصحاب القرار في زمن لم يعد للابطال الصادقين مكانا يحفظ شأنهم، فأصبحنا وللأسف نحتكم لدمى بشرية تحركها دول كانت بالأمس مجرد خيم وقطعان وأخرى منحلة اخلاقيا ... تصنع ألاصنام وتعبد الشيطان، وكل هذا يحدث في أرض العزة والشموخ التي كانت المدد الحقيقي والأوحد لكل ملهوف ومظلوم ومستجير.... ولازالت.

بالأمس تابعت سذاجة جماعة الحوثي وهي تصف درع الجزيرة الذي يهدد بدخول اليمن بأنه جيش (كبسة) مدعين بأنهم يرفضون أي تدخل خارجي في اليمن، وانهم سيقاتلون أي قوة تطئ تراب اليمن، فأنتابني شعور الحمية والعزة بما سمعته منهم كونني أشاركهم نفس الرأي والمبدئ، وماهي الا لحظات فاذا بي أتذكر بعض المعلومات التي حصلت عليها ومفادها تؤكد لي بأن أيران استأجرت ثلاث جزر يمنية في عهد المخلوع عفاش، وأنها ارسلت عشرات الطيارين والخبراء ومئات ضباط المخابرات لدعم ومساندة الحوثي وحلفاءه لمقاتلة شعب مدني اعزل، بل ان الحوثيين أنفسهم طلبوا من ايران ادارة شؤون الدولة اقتصاديا وعسكرياً وفكريا ودينيا، ناهيكم عن قيام الحوثيين بتوقيع وثيقة طويلة المدى تمنح إيران حق الاستثمار الغير مشروط لميناء ومطار عدن وتسليمها ملف النفط والغاز دون الألتزام ببنود الدستور ومؤسساته التي تعنى بالاشراف على عقد وتوقيع الاتفاقيات الوطنية!! حينها أدركت أن من ينتقد درع الكبسة هو من يضع الملح والبهارات لمعكرونة إيران التي يرفضها الشعب شمالا وجنوبا.

أننا اليوم أمام منعطف خطير ومرحلة فاصلة في تاريخ اليمن شمالا وجنوبا، محذرا من الاستمرار في اضعاف بعضنا البعض لكي لا نكون انبطاحيون في تنفيذ الاملاءات و حتى لا تجد بعض القوى الاقليمية منفذا اكبر مما قد حصلت، ايران وضعت السم للبيض لرفضه التخلي عن مواقفه التي تعيق سياسة الحوثي بينما نجدها تتبجح بعدالة قضية الجنوبية ومطالب شعبه المشروعه، السعودية  سلمت اسرائيل جزر تيرانا الثلاث بينما نجدها تتعهد بدحر الغزو الفارسي من اليمن، الامارات باعت جزرها الثلاث لايران وتدعم عفاش بينما نجدها تنتقد الانقلاب الحوثي، قطر دعمت وساندة الاخوان الملسلمين في تكفير وغزو الجنوب ودعمت الفوضى والارهاب في ثورات الربيع العربي بينما نجدها اليوم تحشد طاقاتها لرفض سياسة الحوثي وتدعوا للحوار وعودة الشرعية، الكويت تنازلت عن حقول النفط في شط العرب لايران دون علم أحد بينما نجدها متحمسه لدخول حرب الفتوحات في اليمن، انه زمن العجائب والعهر السياسي الذي نرفض الغوص فيه كوننا مسلمون عرب وابناء احرار قادرين أن نذود عن تراب وسماء وبر الجنوب، معلنين شكرنا لمن دعمنا ووقف معنا بما لا يتعارض مع حريتنا وسيادتنا التي لا تخضع لتاريخ انتهاء، فعمر الكبسة والمعكرونه ليس بالطويل وغالبا ما تنطلي عليه نكهة مشتركة ... كونها اعدت في مطبخ واحد وعلي يد طباخ ماهر !!! يعرف حجم الجوع الذي حل على بطون من منحتم الاقدار حق بيع الوطن من أجل الحصول على كبسة ومعكرونه...حقا الجوع الكافر ..والله المستعان


بقلم / غسان محسن العمودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

✏️التعليقات تمثل رأي اصحابها ولا تمثل رأي وكالة نبأ عدن الإخبارية 📰

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي

لارسال الاخبار والمقالات لنشرها في موقعنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

تابعنا على الفيس بك

الأرشيف

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة