لجان الحراك الشعبية
بعد خطاب المخلوع وخطابات الحوثي وجد الشعب الجنوبي ضالته في البحث عن طريقة توحد صفوفهم وتلم شملهم الذي طالما وجدوا صعوبة في ذلك خصوصا بعد تشعب الرؤى وكثرة المشاريع، تكررت لهجة التهديد والوعيد من قبل اعداء الجنوب أرضا وانسانا، وزادت حدة التوتر بين تجار الحرب ودعاة السلام، فأصبح الجميع يعي ويدرك أهمية الوقوف على الازمة اليمنية التي قد تطال دولا وتحالفات دولية وإقليمية، فبعد ان تحول داعمي عفاش والحوثي الى اعداء لهم، ظهر في المقابل حلفاء لهم بعد أن كانوا خصوما لهم في الأمس القريب!
كلما طال امد الأزمة اليمنية طالت فترة التسوية الداعية لرأب الصدع ووضع الحلول، دول الخليج...ليست مطمئنة كما تفعل ايران مع حلفائها، وفي المقابل نجد ايران تصنع حلفاء غير شرعيين، وبالتالي فإن حلفاء الخليج سيكونون عبيدا بصفة شرعية، وبكل تأكيد سيكمل حلفاء ايران حياتهم أقوياء فاقدين للشرعية.
أن الحل الذي يمكن ان يعمر كثيرا بين مختلف الحلول المحلية والخارجية هو مرهون بموقف هادي وأبناء الجنوب، فليس من المنطق ان يكرر الجنوبيين اخطاء صيف 1994، وليس من الاخلاق ان يقف البعض ضد هادي كرد على مواقفه في حرب الاحتلال للجنوب، بيد أن آلة الحرب التي ستجتاح الجنوب لن تستثني أحد من حلفاء واعداء حرب 94 ، وبالتالي فإن على الجنوبيون ان يقرروا طبيعة ومستوى الحل بانفسهم ومن أجل انفسهم...لا من الرياض التي تدعوا للحوار ولا من الامارات التي دعمت الحوثي وعفاش لاسقاط صنعاء ولا من ايران التي تعارض كل تحرك جنوبي يفقد حلفائهم الحوثيين مصالحهم...أي ان دول الخليج وايران لايريدان لليمن خيرا...ولكم ان تقرأوا التاريخ بمنظور محايد!!! رغم ان كل الدلائل تشير الى ان دول الخليج وايران ليس لها أي استراتيجية واضحة تجاه اليمن غير استراتيجية تدمير الارض واذلال شعبها شمالا وجنوبا على حد سوأ.
أعتقد ان مستقبل الجنوب مرهون بمدى تقارب كل ابناءه، بل يجب عليهم ان يلتفوا حول الرئيس هادي والاستفادة مما تبقى من شرعيته قبل نهايتها بشكل كامل ومعتمد اقليميا ودوليا وذلك لمواجهة الاجتياح الثاني الذي بات يخلوا من أي تكهنات لا تفسره بانه تدمير الارض الجنوبية وتدنيس مقدساتها وهدم منجزاتها واستعباد شعبها، ومن اولى تلك الخطوات التي تحول دون تكرار سيناريو 94 هي تغيير اسم اللجان الشعبية الى لجان الحراك الشعبية، واعادة الثقة لكوادر الحزب الاشتراكي وعناصر الجيش وقادته المبعدين قسرا، واشراك فئات المجتمع الجنوبي في اتخاذ القرار، ومن ثم تحديد مهاماتهم بما لايتعارض مع مصالح الجنوب ارضا وانسانا، وكل هذه الخطوات بحاجة لقرار جريئ من هادي، خصوصا وان الوضع الحالي ساعد على تذويب الكثير من الخلافات وترحيل بعض منها للمستقبل البعيد ريثما تتأكد نوايا البعض في رسم مستقبل الجنوب على الخارطة الجيوسياسية، التي تمهدها اليدلوجية التي تحملها لجان الحراك الشعبية التي يعول عليها في صد أي هجوم غير شرعي من قبل فاقدي الشرعية.
بقلم/ غسان محسن العمودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
✏️التعليقات تمثل رأي اصحابها ولا تمثل رأي وكالة نبأ عدن الإخبارية 📰