لا تكن فارسيا اكثر من الفرس أنفسهم ...بقلم المستشار غسان العمودي

. . ليست هناك تعليقات:
نبأ عدن -خاص 

لا تكن فارسيا أكثر من الفرس أنفسهم
 

أن أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في وقت المعارك الاخلاقية العظيمة، بل أن الشعوب والأمم الحية القوية الراغبة في أخذ نصيبها المشروع من الحياة لم تقف مكتوفة الايدي أمام الظلم الذي يمس انسانيتها وكرامتها، أي أن الوقوف على الحياد في صراع الخير مع الشر سيجعل الساكت على الحق هدفا  لاحقا لقوى الشر والارهاب.

إن قيام دول التحالف العربي المباركة بالوقوف مع اشقائهم في اليمن عامة والجنوب خاصة لم يكن وليد اللحظة أو الأمس القريب، فدول الخليج العربي الاغر كانت ولازالت داعمة لامن واستقرار اليمن وفاتحة أبواب خيرها للشعب اليمني شمالا وجنوبا،  وكذلك مصر العروبة التي ساهمت غي انتزاع حرية واستقلال اليمن بدماء خيرة أبنائها البواسل، التاريخ يعيد نفسه اليوم وكأننا نرى جمال عبدالناصر بشخص السيسي الداعم للحرية ونيل الاستقلال، ونرى مواقف الملك الراحل فيصل الحق تعود من جديد بأوامر وتعليمات  ملك القلوب سلمان، ونرى عدل وحكمة وشجاعة حكيم العرب الشيخ زايد تتبلور في خليفة ومحمد بن زايد الذي وضع كل مقدرات الإمارات العسكرية والإعلامية والسياسية في حالة استنفار قصوى لتمسح دموع اليتامى والثكالى وتخفف ألم الجرحى وتلبي نداء الشعب الجنوبي الذي يتعرض لحرب بربرية تشنها مليشيات الحوثي الارهابية وجماعة المخلوع صالح المتمردة.

أن ماتقوم به دول التحالف العربي وضع حدا لسياسة الحياد المتخلف والغير مبرر، فالتدخل العربي جاء تلبية لنداء انساني عربي قبل أن يكون رسمي يمني، وبهذا الموقف الانساني العربي المشرف كان للتحالف العرب أن ينال عدة صفات ومنها: صفة المنقذ العادل وشرعية التدخل الانساني والوصاية العروبية على شعوب المنطقة التي طالتها أيادي الارهاب والطائفية والعنصرية المغيتة، فهنيئا لنا بقوة الحلف العربي الذي سينال شرف الوصايا العربية العظمى حال القضاء على قوى الشر والارهاب ومنابر التطرف والغلو ومنابع الآيدلوجية المستوردة التي تستهدف الهوية العربية والنسبج الإجتماعي، خصوصا بعد ان تبين لنا وجود خلل فكري ثقافي خطير مدعوما بشكل أو بآخر من عشاق الدم وتجار الحروب قد يجعل من الامة  تعود الى العصور الوسطى بلباس القرن الواحد والعشرين ! فعلا سبيل المثال لا الحصر نجد حزب الاصلاح اليمني يردد شعارات لا تختلف عن شعارات مليشيات الحوثي الارهابية بينما أفعالهم على عكس مايقولونه تماما، بيد أن أخونجية اليمن ومنذو بدء الحرب وحتى هذه اللحظة لم يتجرأ أحد من قادتهم زيارة إحدى الجبهات القتالية ضد الحوثيين وجماعات صالح كما كانوا يفعلون ذلك أثناء احتياح الجنوب عام 1994 !! وكذلك أحزاب اللقاء المشترك التي جن جنونها عندما رفعت المقاومة الجنوبية علم الجنوب   بينما لم نراهم إلا مبتسمون ضاحكون وهم يشاهدون اعلام وشعارات مليشيات الحوثي ترتفع وترفرف على القصر الجمهوري في في صنعاء وعدن !!

أنني مؤمن بأن حوار الف شهر خير من حرب ساعة،  ولكن ماذا عسى أن يفعل الجنوبيون وهم يتعرضون اليوم لأبشع جرائم القتل والتعذيب بعد عقدين من التهجير والظلم والاخفاء والاغتيالات التي تلت حرب عام 94 ، أن المقاومة الجنوبية التي امتزج دم أبنائها بدماء أسود سلمان وصقور زايد لن يبرحوا أماكنهم إلا بالخلاص الكامل من كل عملاء وأذناب ايران في جزيرة العرب، فقد عزموا العقد على أن يكونوا صناع مجد وتاريخ يتماشي ويواكب  دول التحالف التي كان موقفهم المنقذ هو عزاء شعب الجنوب اليوم والمتمثل في الانظام الروحي والفكري لدول التحالف التي قامت مشكورة على تنمية القواسم المشتركة مع شعب الجنوب الذي كان ولايزال وسيبقى عربي الهوى والهوية مسلما مسالما معتدلا عادلا.

أعتقد أن استمرار التحالف العربي في تلبية نداء الشعوب العربية وتطوير قدراته أصبح حاجة مآسة لشعوب المنطقة التي بدأت تتنفس الصعداء مع انطلاق عاصفة الحزم ، مبدية استعداها الفطري لداعم ومساندة تحالف عربي الهوى والهوية بقيادة المملكة العربية السعودية ومصر والامارات العربية المتحدة بعد النجاح الباهر في جنوب اليمن،  داعيا كل العرب  الى الالتفاف خلف التحالف العربي اسوة بالشعب الجنوبي عاشق الحرية حتى يكون لهم ظامنا حقيقيا لكرامتهم وانسانيتهم وحريتهم بمختلف معتقداتهم الدينية والمذهبية والسياسية، فضلا عن مواجهة المتغيرات التي لاتبشر العرب بخير !  وعلى الجميع أن يدرك جيدا أن النموذج الايراني في الدول العربية نموذجا سيئا أنسانيا واخلاقيا وباهض الثمن والتكلفة، وهو ما أقر وأعترف به عدد من كبار قادة النظام الايراني رغم علمهم بأن الارواح التي تزهق والدماء التي تراق والارض التي تدمر هي عربية خالصة بحته!! ولكن الخوف الذي يزلزل كيانهم هو يقينهم التام بأن هناك حلف عربي قادم بقوة يقف لهم بالمرصاد، لايعرف الحياد مع مدمروا البلاد وقتلة العباد، ولن يغيب أو يأتي متأخرا بعد اليوم لوقف زحف قوى الشر والإرهاب، وقد بدأ القادة الايرانيون حسب علمنا بسحب الكثير من قواتهم وعملائهم من الوطن العربي خوفا من تكرار هزيمتهم في جنوب اليمن والبحرين، فعلى من يستحي من هويته العربية أو ينفر من لغة القرآن ألا يكون فارسيا أكثر من الفرس أنفسهم!!


بقلم المستشار / غسان محسن العمودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

✏️التعليقات تمثل رأي اصحابها ولا تمثل رأي وكالة نبأ عدن الإخبارية 📰

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي

لارسال الاخبار والمقالات لنشرها في موقعنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

تابعنا على الفيس بك

الأرشيف

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة