مع العاصفة والبركان ....وضد التدخل الخارجي
أهلا وسهلا بكم أيها الغير مرحبا بكم، كم نحن بحاجتكم يامن ارهقتمونا، نشكر جهودكم يامن جعلتم أرضنا ساحة حرب، نقدر وقوفكم معنا يامن جعلتم شعبنا حطبا ووقودا، هكذا يخاطب ابناء الشمال إيران. .. وهكذا سيخاطب أبناء الجنوب المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي.
ان من العيب والعار أن نقارن بين التدخل السعودي والتدخل الايراني ، بيد أن التدخل الايراني كان ولا يزال وسيبقى مصدر خوف وقلق يمني وعربي، فكل ما رأيناه منهم يدعوا الى الفتنة والاقتتال والهدم والتدمير، على عكس التدخل السعودي الخليجي العربي الذي سبقه دعما ماليا واعلاميا وتنمويا في مختلف المجالات الصحية والعلمية وحتى الامنية والعسكرية، كما ان علينا ألا ننسى بأن التدخل السعودي العربي جاء لدحر التدخل الايراني في اليمن، ولكنه في طبيعة الحال يبقى تدخلا غير مرحبا به رغم انه جاء تلبية لدعوة الرئيس الفار عبدربه منصور هادي الذي رأينا به ولازلنا يعبر عن ندمه على مواقفه ضد الجنوب وانصياعه لاوامر قوى شمالية أدخلها الى الجنوب وأخرجته من غرفة نومه.
أن من دواعي سرورنا وحزننا أن القوانين والاعراف الدولية ترفض التدخل الخارجي جملة وتفصيلا، ولكن مايحدث في اليمن يبدو حالة نادرة في كوكب الارض سيما وأن المبادرات والمشاريع الغير ناضجة كانت ولازالت تنهال على الشعب المغلوب على أمره، وبكل تأكيد فإن الوضع اليمني ليس له شبيه حتى في لبنان رغم وجه التشابه في هرم السلطة الفارغ من وجود رئيسا فاعل، وبالتالي فان عملية التأييد والمعارضة للتدخل الخارجي ستبقى مستمرة طالما وأن القيادة غادرت الوطن الذي أصبح حديقة خلفية لهذا وعمق استراتيجي لذاك.
أعتقد أن الازمة اليمنية مركبة من الناحية السياسية، وهو أمر جعل ترحيل بعض القضايا بقصد أستخدامها لحرق قضايا وملفات أخرى، وهذا ماجعل الجميع يحارب من أجل المجهول! ولسان حالهم سيردد في القريب العاجل: كان بالامكان أفضل مما كان!! فكم كان سيكون الشماليون سعداء اذا ما قامت إيران بترك الحوثي يقبل العمل في ادارة الدولة بالتشارك مع بقية أحزاب اللقاء المشترك بدلا من اقصائهم والعمل على فرض هيبة النظام الجمهوري الذي يلتف حوله غالبية أبناء الشمال بدلا من العودة الى زمن التخلف والرجعية!! وبكل تأكيد كان سيكون الجنوبيون أكثر سعادة اذا ما تم اضعاف المد الحوثي قبل او اثناء دخوله الى صنعاء وإسقاط النظام والسيطرة على السلطة التي كانت تستطيع طلب الدعم او التدخل الخارجي قبل خراب مالطة في الشمال والجنوب بطريقة أو بأخرى، وهذا مايجعلنا نرى أننا حالة استثنائية في العالم...فلا الشمال استفاد من ايران ...ولا الجنوب حقق اهدافه من عاصفة الحزم رغم تأييد الجنوبيون لها كونهم لم يخسروا شيئا...فالغريق لا يخشى البلل.
أننا نتحدث عن الحاضر بمنظور مستقبلي، ونقيم مواقفنا اليوم حسب ماتمليه علينا مصالحنا مستقبلا، فقط لاننا نؤمن بأن ماتدمره الحرب في اشهر..لن نستطيع اعادة بناءه في عقود، وعلينا نحن ان نعلم بان مايحدث يستهدف الجميع، وحتى ننأى بأنفسنا من الوقوع في شباك أعداءنا علينا أن نسارع في تسليم الجنوب لاهله ..والشمال لأهله، فقد لا تجد الدول الاقليمية مكانا لها في المستقبل القريب في اليمن الذي كنا نملأ النفس في اعادة الدور المصري!!.. فلا ايران ستحلب لبن الشمال المنهك ولا السعودية ستجني ثمار مازرعته في الجنوب المحتل، علينا ازالة الطبقات التي يتكون منها الإحتلال! ! سواء كانت شمالية او اقليمية ، لن ينظر الجنوبيون الا لمن يدعمهم في استعادة دولتهم، ولن ينظر الشماليون الا لمن يكف عن دعم الفتنة الطائفية والعنصرية، اننا ننظر الى بعضنا بأننا ضحايا لاجندات خارجة عن الدين والعروبة، بيد ان طرفي النزاع مفلسون تاريخيا في دعم الفكر الاسلامي والعروبي! وبالتالي فاننا امام خيارين لا ثالث لهما:
_إما ان نتنازل عن عروبتنا
_وإما أن نتجرد من ثوابتنا الدينية.
لقد وقع اليمن شمالا وجنوبا في فخ أعداء العروبة والاسلام، وسيجد نفسه غارقا في مستنقع الدول الهالكة والشعوب الضائعة، والاكثر سوء من ذلك هو أننا تنازلنا عن تاريخنا الضارب في عمق الحضارات بحجة : مجبر أخاك لا بطل...وسنعمق جراحنا بشعارات دينية وعروبية ليس للاسلام والعروبة بهما ناقة ولا جمل.
بقلم/ غسان محسن العمودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
✏️التعليقات تمثل رأي اصحابها ولا تمثل رأي وكالة نبأ عدن الإخبارية 📰