العلم نور والجهل ظلام ....بقلم المستشار غسان العمودي

. . ليست هناك تعليقات:
نبأ عدن -خاص 


.....العلم نور والجهل ظلام.....


عندما يتجول القارئ في قراءة تاريخ الامم والشعوب والحضارات ومراحل تطور الشعوب والحضارات واندثارها سيجد ان للعلم الدور الاساسي والمؤثر في نمو الانسان الذي يعد العامل الرئيس في التطور والازدها وترسيخ الأمن والاستقرار،  وبكل تأكيد سيجد القارئ أن الجهل سبب اندثار الحضارات وطمس هويتها وسببا رئيس في انتشار الفوضى والانفلات الأمني والاخلاقي والتشدد والتعصب الطائفي والقبلي وحتى الديني، وبالتالي فان العلم الذي يعد فرض شرعي ونهج نبوي كان يستقصد توفير حياة كريمة للانسان وطوق نجاه له ولمن حوله وليس العكس ! بيد أن العلم الشرعي الشامل لم يقيد مفهومه او يحصره بجانب محدد منذو أن فرضه الله على كل مسلم ومسلمه لانه كما اشرنا يستهدف تطوير الانسانية ونمو تواجدها على المعمورة، وبالتالي فان العلم بمفهومه العام والشامل وسيلة ناجعة للفلاح في الدنيا والآخرة، فنحن بأمس الحاجة اليوم الى الأخذ بعين الاعتبار لكيفية التعاطي الايجابي مع مفهوم العلم الشرعي الشامل وأهمية اكتسابه في كل نواحي الحياة حتى ننأى بأنفسنا من الوقوع في شباك الجهل المميت! الذي بات علما يستهدف علم الحياة والانسانية.

أن سياسة التجهيل لن تنجح الا اذا ما تم تهميش مفهوم العلم الشرعي الشامل حتى يتسنى لأعداء الامة فرض املاءاتهم على شعوب اتخذت الجهل علما لها فلم تبني بعلمها مشروعا حيويا ولا جيلا محصنا ومتماسكا بل كان عناصره بانفسهم ضحية جهلهم الذي صور لهم بانه علم النجاة والحياة، وما ظهور  القاعدة وداعش واخواتها الا نتيجة غياب العلم الشرعي الذي كان نبراسا يضيئ مشارق الأرض ومغاربها في شتى المجالات الطبية والفيزيائية والصناعية والدينية وووالخ، فالعلم اليوم سلاح يحمي من ابتغاه فقط، وويل للجهلاء من جهلهم الذي سيفتك بهم وبارضهم  ومنحزات وتاريخ اسلافهم، وانا هنا لا أضع اللوم على نظام او حزب او جماعة بعينها، بل كلنا مقصرون في نشر مفهوم العلم الشرعي الشامل بل أن بعضنا ذهب لاكتساب الجهل ظنا منه بانه علما نافعا يجب على شباب الامة الالتزام به ! نعم ... العلم نور العلم جاه العلم دين العلم عبادة العلم نجاه من عذاب الآخرة وأحد نعم الدنيا العلم مكانة وعز وشموخ لطالبه، فمن كان علمه هو عزل الذات عن العالم فهو جاهل ومن كان علمه يجعله بوقا لنظام او لطائفة او لقبيلة فهو جاهل، ومن كان علمه يستهدف سفك الدماء ونشر الفوضى وزعزعت الامن والسكينة العامة فهو جاهل، ومن كان علمه للتباهي والتكبر فهو جاهل، ومن كان علمه يجعله متقوقعا في بؤرة الفساد والانطوى تحت جلبات آيدلوجية محدده فهو جاهل،  ومن كان علمه يعارض مفهوم العلم الشرعي الشامل فهو سيد الجهلا.

إن سبب ضعف وتشتت أمة الإسلام هو حصر العلم في زاوية ضيقة ! واي زاوية ياترى غير زاوية المذاهب والطوائف التي لم ينزل الله بها من سلطان، أين نحن من مفهوم العلم الشامل الذي لايتعارض مع ديننا الوسطي دين السلام والتعايش السلمي بين الامم والشعوب، فكلنا نعلم ان العلم سببا في مواجهة العقبات التي تواجه الامة، وكلنا يعلم بأن العلم سببا للنجاه من مكائد أعداء الانسانية، ونعلم ان الجهل دمار لاينتج الا الندم والحسرات،  ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: أكثروا من المهن تنجون من الفقر ؟ ألم يقل تسيسوا فإن بني اسرائيل يتسيسون ؟ فعلى شباب الأمة شحد الهمم والطاقات لطلب العلم الشرعي الشامل حتى لا يجدوا أنفسهم بين سندان الارهاب ومطرقة أعداء الانسانية الذين ينهبون ثروات وطنك ثم تشكرهم لحصولك على سلة طحين و10 لتر من الزيت المسرطن!  تعلموا واعملوا، واعلموا أن العلم الشرعي الشامل لكم ومادونه عليكم! بالمختصر المفيد: العلم سبب للنجاه....فأذا نزل مؤمن وكافر إلى البحر فلا ينجو إلا من تعلّم السباحة، فالله لا يُحابي الجهلاء فالمسلم الجاهل سيغرق والكافر المتعلم سينجو!


بقلم المستشار /غسان محسن العمودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

✏️التعليقات تمثل رأي اصحابها ولا تمثل رأي وكالة نبأ عدن الإخبارية 📰

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي

لارسال الاخبار والمقالات لنشرها في موقعنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

تابعنا على الفيس بك

الأرشيف

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة